الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان هذين الكتابين لم نطلع عليهما اطلاعا كافيا يتيح لنا الدقة في الحكم عليهما؛ ولذا نعتذر عن إعطاء حكم عام عليهما.
وأما عن آية النحل فإنها تفيد أن العصاة يكون عليهم مثل آثام من قلدوهم في انحرافهم، وقد ورد في كثير من نصوص الوحي ما يؤكد ذلك، فقد قال الإمام البخاري مستدلا بهذه الآية: باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة، لقول الله تعالى: وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم. اهـ
وفي صحيح مسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً.
وفي صحيح البخاري: ليس من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها؛ لأنه أول من سن القتل.
وقال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {يس:12}، قال ابن كثير: أي: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا ـ رواه مسلم. اهـ.
ومما ذكر يتبين لك أن الفتاة المتبرجة يخشى عليها من تَحَمل إثم الفتيات المتبرجات إذا اقتدين بها في التبرج ولو لم تدعهن إليه.
والله أعلم.