الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق زوجك أن يسافر حيث شاء، لكن لا يغيب عنك فوق ستة أشهر من غير عذر، كما بيناه في الفتوى رقم: 10254.
ولا يجب على الزوج أن يخبر زوجته بجهة سفره، لكن من حسن المعاشرة ألا يخفي عنها ذلك لغير عذر، وينبغي التنبه إلى أن الأصل في علاقة الزوجين: التراحم، والتفاهم، والتغاضي عن الهفوات، ومراعاة كل منهما لظروف الآخر، فعلى الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وتعرف له حقّه، وعلى الزوج أن يحسن عشرة زوجته، ويرفق بها، ويعلم أن قوامة الرجل لا تعني تسلطه وتجبره على المرأة، وإساءة عشرتها، وإنما القوامة تعني رعاية المصالح الدينية والدنيوية، وتقتضي الرحمة والإحسان؛ قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}: "وقال ابن عباس: الدرجة: إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي: أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه. قال ابن عطية: وهذا قول حسن بارع." الجامع لأحكام القرآن - (3 / 125).
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.