الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن واجب المسلم النصح لعباد الله تعالى وعدم غشهم وخداعهم، لأن هذا من أعظم المنكرات التي يجب الحذر منها، وذلك في كل معاملة تتم بينه وبين إخوانه المسلمين, وقد قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29].
فإذا كان من المعلوم لدى الكافة أن ثمن الساعة بسعر محدد معروف فيحرم عليه أن يأخذ أكثر من ذلك إلا بعد موافقة منهم، أما سوء الخدمات فما كان تحسينه منها في طوقه فعليه فعله، وما كان خارجا عن طوقه فهو غير مطالب به، ومثل ذلك يقال في بطء الاتصال.
وههنا أمر يجب التنبه له وهو أنه إذا كان النصح واجباً في أمور الدنيا والمعاش، فإن النصح آكد وجوباً في أمر الآخرة والمعاد، وبيان ذلك أن فتح مقاهي الإنترنت دون مراعاة للضوابط الشرعية والآداب الإسلامية من أعظم الغش لعباد الله، ومن أكبر الإثم في أكل الأموال بالباطل، فالحذر من هذا أكد من الحذر من ذلك، وإن كان الواجب الحذر منهما جميعاً.
لذا فإن نصيحتنا لمن يتعامل في مثل هذا النوع من التعامل هي أن يتقي الله في عباد الله، فلا يأخذ أموالهم دون وجه حق، ولا يدخل عليهم ما يفسد دينهم وأخلاقهم، وليعلم أن هنالك يوماً يجازي الله فيه عباده، كما قال سبحانه:
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281].
ولمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم:
6075.
والله أعلم.