الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت مصابا بسلس المذي -كما قد يفهم من سؤالك- بحيث لا يتوقف خروجه زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فالواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول وقت الصلاة وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ويرى بعض العلماء أنه لا يلزمك الوضوء لكل صلاة، وأن وضوءك لا ينتقض بهذا الحدث الدائم، وهذا مذهب المالكية، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ولك الأخذ بهذا المذهب عند ضيق الأمر عليك ووقوعك في الحرج، وانظر الفتوى رقم: 141250، ويوجب فقهاء الحنابلة عليك الوضوء لكل صلاة لكنهم يرخصون لك في الجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، والأخذ بشيء من هذه الرخص جائز عند الحاجة؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134759، وأما تقطير البول فيجب عليك أن تنتظر ريثما ينقطع ثم تتوضأ؛ كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 159941، ويجب عليك تطهير ما أصاب بدنك وثيابك من البول عند الجمهور، ويرى فقهاء المالكية أن النجاسة في هذه الحال معفو عنها فلا تجب إزالتها؛ كما أوضحنا مذهبهم في الفتوى رقم: 75637.
والله أعلم.