الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا خشيت خروج الوقت قبل انقطاع حدثك فإنك تتوضأ وتصلي على حسب حالك، وتتحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع؛ لئلا تنتشر النجاسة في الثياب؛ قال في المغني: وإن كانت لها -أي: المستحاضة- عادة بِانْقِطَاعِهِ زَمَنًا يَتَّسِعُ لِلطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ، لَمْ تُصَلِّ حَالَ جَرَيَانِ الدَّمِ، وَتَنْتَظِرُ إمْسَاكَهُ، إلَّا أَنْ تَخْشَى خُرُوجَ الْوَقْتِ، فَتَتَوَضَّأَ وَتُصَلِّيَ. انتهى. ولا يلزمك أن تؤخر قضاء حاجتك إلى ما بعد الصلاة إذا كنت حاقنًا، بل تقضي حاجتك، وتتوضأ وتصلي؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة وهو يدافعه الأخبثان، وأما إن لم تكن بك حاجة للتبول فصلِّ أولًا؛ لتؤدي الصلاة بطهارة صحيحة.
وإن تمكنت من قضاء حاجتك قبل دخول وقت الصلاة بحيث يأتي وقت الصلاة وقد انقطع الخارج فافعل هذا، سئل الشيخ/ ابن جبرين -رحمه الله تعالى-:
فضيلة الشيخ، عندما أبول وأفرغ من البول تخرج نقط من البول، وهذا المرض لازمني منذ خمسة شهور، وذهبت إلى المستشفى دون جدوى، وأصلي الصلوات الخمس على هذه الحالة، فهل أصلي أم لا؟ وماذا أفعل؟ أرشدوني -جزاكم الله خيرًا-.
فأجاب بقوله: عليك يا أخي أولًا: أن تحتاط لطهارتك، فتتوضأ قبل دخول الوقت بنصف ساعة أو نحوها بعد أن تتبول وينقطع أثر البول منك، رجاء أن يتوقف قبل حضور وقت الصلاة، وعليك ثانيًا -بعد كل تبول-: أن تغسل فرجك بالماء البارد الذي يقطع البول، ويفيد في توقف النقط، وإذا كانت هذه النقط وسواسًا أو توهمًا فعليك بعد الاستنجاء أن ترش سراويلك وثوبك بالماء، حتى لا يوهمك الشيطان إذا رأيت بللًا أنه من البول، حيث يتحقق أنه الماء الذي صببته على ثيابك، فأما إن كان هذا التبول استمر معه أو بعده النقط ولا يتوقف لمدة ساعات فإنه سَلس، فحكم صاحبه حكم مَن حدَثُه دائم، فلا يتوضأ إلا بعد دخول الوقت، ويلزمه الوضوء لكل صلاة، ولا يضره ما خرج منه بعد الوضوء في الوقت، ولو أصاب ثوبه أو بدنه بعد أن يعمل ما يستطيعه من أسباب التحفظ والنقاء. اهـ.
والله تعالى أعلم.