الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقنوت في اللغة له عدة معان، منها: أنه يطلق على الدعاء، قال الزجاج: المشهور في اللغة أن القنوت الدعاء وأن القانت هو الداعي. اهـ.
وفي الشرع هو: الدعاء في الصلاة في محل مخصص من القيام. قال النووي -رحمه الله-: واعلم أن القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار فأي دعاء دعا به حصل القنوت ولو قنت بآية أو آيات من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت، ولكن الأفضل ما جاءت به السنة. اهـ.
فعن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وأنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت. والأحسن أن يقول بعد هذا الدعاء: اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ويسن القنوت في الوتر في آخر ركعة منه بعد الركوع وهو مذهب الحنابلة والشافعية وقيل يجب، فإن تركه فلا بأس ولا يسجد للسهو.
وأما القنوت في الصلوات غير الوتر، فقد اختلف فيه الفقهاء، فمنهم من قال يسن وهم الشافعية والمالكية، ومنهم من قال لا يسن، وهم الحنفية والحنابلة، وهو الأقرب، لما رواه الترمذي عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي يا أبت! إنك صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا بالكوفة نحو خمس سنين، أكانوا يقنتون؟ قال: (أي بني محدث، وفي لفظ: يا بنى إنها بدعة). قال أبو عيسى: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم.
والله أعلم