الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك - أولا - بأن تهوني على نفسك، وتطردي عنك الوساوس التى لا طائل منها، فالأمر ليس كما تتوهمين.
ثم نقول ـ إجابة عن سؤالك ـ: ما جاء في الفيديو من أنه لا توجد كحول غير مسكرة أمر غير صحيح، وقد ذكرت أن صاحب الفيديو ناقض نفسه، فأخبر في موضع آخر من الفيديو أن بعضها غير مسكر وأنه ينصح به، وهذا وحده كاف في الرد عليه، كما أن كل العلماء والمختصين الذين قمت بسؤالهم خالفوه ـ كما ذكرت ـ، وأخبروك بوجود بعض الكحول غير المسكرة فلماذا تضعين كلام هؤلاء جانبا وتهتمين بكلام صاحب الفيديو فقط حتى سبب لك كل هذا العناء؟
وقد بينا قبل في الفتوى رقم: 156733، أنه ليس كل ما يسمى كحولا عند الكيميائيين يكون مسكرا لمجرد دخوله تحت مجموعة الكحوليات، بل وأجبناك أنت عن سؤال لك سابق في نفس الموضوع بالفتوى رقم: 270829، بعنوان: هل كل ما يطلق عليه اسم الكحول هو نجس ومسكر: بأنه لا يلزم أن يكون كل كحول مسكراً، ويُرجع في ذلك لأهل الاختصاص.
وعليه فلا يعني وجود مادة الكحول في أصل وتكوين بعض الأطعمة أنها نجسة يحرم استعمالها، والأمثلة التي ذكرت كلها أطعمة حلال طاهرة لا شيء في استعمالها ما لم تسبب ضررا للإنسان، وكذا كل طعام وجدت مادة الكحول في أصل خلقته ولم تكن مسكرة فإنه طاهر مباح الاستعمال، وقد سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن الروائح المحفوظة بالكحول، فقال: لا بأس به ما لم تكن مسكرة، والمسكر فيها أنواع مخصصة، وهي التي تكسرها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس كل كحول مسكرًا، فقشر البرتقال فيه كحول، لكنه غير مسكر. اهـ
وراجعي الفتوى رقم: 260635، وإحالاتها .
ثم إن الوساوس إذا انساق الإنسان خلفها واسترسل معها فتحت عليه أبوابا من الشر لا قبل له بها، فأعرضي عن الوساوس بالجملة، واعبدي ربك بما شرع دون تكلف، واحذري من أن تريدى الاجتهاد في العبادة فتقعي في الإثم، ونقول لك هذا تعليقا على ما ورد في ثنايا كلامك من عبارات غير مقبولة شرعا مثل الانتحار وما شابه، فمعلوم أن الانتحار من أكبر الكبائر، وأبشع الجرائم، وإذا كان المرء يريد الاحتياط لدينه كي ينجو من عذاب الله فكيف يفكر في مثل هذا الأمر الخطير!
لذا نعيد لك النصح بطرد الوساوس ومعالجتها بالإعراض التام عنها، وراجعي - بشأن سبل علاجها فتوانا رقم: 51601.
والله أعلم.