الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على تحريك للحلال، وحذرك من الحرام، وما تجده في صدرك من تردد وحيرة فيما ذكرت دليل على إيمانك، ووجود الخير في قلبك، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" رواه أحمد، والدارمي، والطبراني، وحسنه النووي.
والحافز الذي استلمته بعد توظيفك لا حق لك فيه، ويلزمك رده إلى الجهة المسئولة ما لم يأذنوا لك في الانتفاع به؛ فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أخذ المال العام بغير حق، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وإن هذا المال حلوة خضرة... من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذ بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع. وفي رواية لهما: ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة. وفيهما عن أبي حميد مرفوعًا: والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يوم القيامة يحمله. وفي البخاري عن خولة الأنصارية مرفوعًا: إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.
وبالتالي؛ فيمكنك مراجعة الجهة المسئولة، وإعلامها بما كان، فإن أذنت لك في الانتفاع بما نزل في حسابك خطأ بعد توظيفك فلك الانتفاع به، وإلا فيلزمك دفعه إليها.
والله أعلم.