الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد عدنا إلى أسئلتك السابقة فوجدناها كلها في الوسوسة في أمور الطهارة،
والظاهر: أن هذا الذي ذكرته هنا لا يعدو كونه مجرد وسوسة، فأنت ذكرت أنك نظفت رجلك اليسرى جيدا، وأنه لم يكن فيها غير ما أزلته، وفي عودتك إليها بعد الصلاة رأيت نقطة صغيرة تصعب ملاحظتها، فشغلت كشافا بجهازك ودققت ولقيت كم نقطة...
فلا يخفى أن هذا غلو في الوسوسة، وعليه فلا تلتفتي إلى شيء مما ذكرته، ولا تعيدي صلاتك مهما وسوس لك الشيطان ببطلانها، إذ القاعدة التي يتعين الأخذ بها هي: أن الشك لا يلتفت إليه، وخصوصا إذا كان بعد فعل العبادة، وأن الوساوس يعرض عنها صاحبها، ولا يعيرها اهتمامًا. فابقي على هذا، ودعي عنك الوساوس، ولا تسترسلي معها، فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم. وانظري الفتوى رقم: 51601.
ولو فرض وجود حائل صغير حقيقة وليس شكا أو وسوسة فإن الطهارة تصح معه عند شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه، كما سبق ذكره في الفتوى رقم: 64737.
وقد ذكرنا في فتاوى كثيرة أن للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال رفعا للحرج، وانظري الفتوى رقم: 181305.
وراجعي للفائدة أيضا فتوانا رقم: 218977، في حكم الشك في العبادة بعد وقوعها.
والله أعلم.