الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها، غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، فعقد الزواج إنما هو للدوام والتأبيد، ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة بالسعادة والهناء، ومن أجل ذلك كانت العلاقة بين الزوجين من أعظم العلاقات في نظر الشرع وأقواها، وليس أدل على ذلك من أن الله تعالى سمى العهد الذي بين الزوجين بالميثاق الغليظ، فقال الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً [النساء:21].
وإذا كانت العلاقة بين الزوجين على هذا النحو، فإنه لا ينبغي تعريضها لما يوهنها ولا التفكير فيما يقطعها، وما ذكر في السؤال من أسباب لا تدعو إلى طلب الطلاق، وإنما هي أمور تحتاج إلى جلسة صدق ومصارحة، وسوف يكون فيها الخير والبركة في حياتكما بإذن الله تعالى، وراجعي الفتاوى الآتية لزاماً، فإن فيها ما يفيد فيما تسألين عنه والفتاوى: 9633، 22639، 17586، 5291.
والله أعلم.