الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن مشاهدة الإفلام الإباحية شر وبلاء، والإدمان عليها هم ونكد في الحياة، نسأل الله أن يشفي قلبك من هذا الداء، وأن يرزقك إيمانا كالجبال تتقي به الفتن، وتعصم نفسك به من المعاصي، ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤاله الهدى والتقى والعفاف والغنى، فمن لجأ إليه حماه، ومن اعتصم به عصمه ووقاه. قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وإن من أخطر الفتن الفتنة بالمحارم، فزوجة الأب محرم لابنه، وإذا وجد منها ريبة فإنه يعاملها معاملة الأجانب فيجتنبها، ويحذر من الخلوة بها ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 123065.
ومن الغريب أن يلجأ المسلم إلى مشاهدة الأفلام الإباحية ليتقي بها الوقوع في الفواحش، وهي ـ أي الأفلام الإباحية ـ من أعظم أسباب إثارة الغريزة والدفع إلى الزنا، فحال صاحبها معها كما قال القائل: المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار
فانظر كيف أصبح حالك معها، وكيف أنها صارت داء في حين كنت تبتغيها دواء، والعلاج الصحيح فيما أرشد إليه الشرع الحكيم، كما في حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وهنالك توجيهات أخر للوقاية من مثل هذه الفتن راجعها بالفتوى رقم: 100870. وإذا كنت ذا عزيمة صادقة تيسر لك كل شيء، قال تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}.
ويجب عليك المحافظة على الصلاة، والحذر من وساوس الشيطان وتسويله لك بأنك منافق فلا فائدة في أن تصلي، فيدفعك إلى ترك الصلاة، فتخسر دنياك وأخراك، وراجع في حكم ترك الصلاة الفتوى رقم: 1145. فحافظ عليها، واحرص على أدائها على أكمل وجه والخشوع فيها فإنها معينة على ترك الفواحش والمنكرات كما قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
والسحر حقيقة، وله تأثير ولكنه لا يضر أحدا إلا بإذن الله، قال عز وجل: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 18942، ولا يجوز لك اتهام زوجة أبيك بعمل السحر إلا ببينة، فالأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، وإذا خشيت أن تكون مسحورا فلا حرج في إتيان من يرقي من الصالحين، واحذر إتيان الكهنة والعرافين، وانظر الفتوى رقم: 7970.
وقد أخطأت في إخبار مخطوبتك بأمرك ، فإن المؤمن مأمور بالستر على نفسه مع التوبة .
والله أعلم.