الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهناك فرق كبير بين الزنا والاستمناء، ولا يلزم من كونهما داخلين في الاعتداء المذكور في الآية الكريمة أن يكونا متقاربين في الإثم، فلم نر أحدا من أهل العلم عدّ الاستمناء من الكبائر، بخلاف الزنا فإنه من الكبائر المعروفة المشهورة، وكذلك هناك فرق كبير بين المفاسد التي تترتب على الزنا والتي تترتب على الاستمناء.
لكن ينبغي أن يعلم أن الإصرار على الذنب ولو كان صغيراً يرفعه إلى درجة الكبيرة كما قيل: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، وفي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وأما ما يخص قريبك فإن عدم إصراره على المعصية واستغفاره ينفعه إن شاء الله، فقد قال تعالى في وصف عباده المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}، وكذلك ما كان يتبعه من الحسنات بعد فعل المعصية تنفعه، ونرجو أن يكون ذلك مكفرا عن سيئاته. وراجع الفتوى رقم: 102033.
والله أعلم.