الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليست العبرة هنا بكون هذه الفئة التي تعملين معها كانت ضمن مجال دراستك النظامية، ولكن العبرة بالكفاءة المهنية، فإن استطعت بمجهودك الشخصي أن تتأهلي للعمل معهم، فلا حرج عليك في البقاء في هذا العمل.
وأما إن كنت لا تستطيعين إفادة هؤلاء المسنين الريفيين، ولا القيام بما يلزم القيام به نحوهم ممن يعمل في هذا المجال، وليس عندك من العلم والقدرة ما يؤهلك لهذه الوظيفة، فنرى أنك لا تستحقين الراتب، وأن عليك ترك هذا العمل، أو طلب النقل إلى جهة تستطيعين القيام بوظيفتك فيها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قيل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. رواه البخاري.
قال الشيخ ابن عثيمين في (شرح رياض الصالحين): في هذا التحذير من تضييع الأمانة، وأنه يجب أن يولي المناصب الأهل فالأهل؛ لأن هذا مقتضى الأمانة. اهـ.
وقال الشيخ حمزة القاسم في (منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري): أي إذا أسندت الأمور الهامة التي ترتبط بها مصالح المسلمين من إمارة، وقضاء، وحسبة، وشرطة إلى غير أصحاب الكفاءات الشرعية، والإِدارية، والعلمية، والفنية، وسلمت لغير ذوي الاختصاص، فقد ضاعت الأمانة وأوشكت الساعة أن تقوم؛ لأن الولاية أمانة، ومسؤولية لا يمكن أن يؤديها إلاّ من كان عالماً بها، ناصحاً فيها، مقدراً لمسؤوليته نحوها، فإذا وليها غير أهلها من الجهلة، أو الخونة لم يقوموا بأدائها، فتضيع مصالح الناس ... اهـ.
والله أعلم.