الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل عن إخواننا المسلمين في سوريا الهم، ويكشف الكرب، وأن يجعلهم آمنين في منازلهم، وأن يرزقهم العافية في أنفسهم وأموالهم وأهليهم، إن ربنا على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير. ونوصيهم بالدعاء، ولا سيما أدعية الهم والغم والكرب، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 70670.
وجمهور الفقهاء على أنه إذا انتقل أحد الأبوين سفر نقلة واستقرار، فإن الحضانة تكون للأب، واستثنى بعضهم الرضيع، وأنه يكون مع أمه، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 134074، والذي ننصح به مراعاة مصلحة المحضون، والحذر من جعله ضحية للخلافات بين الأبوين، فإن كانت مصلحته في بقائه مع أمه فلا تحرمه من ذلك، وإن كنت تخشى عليه منها فسادا أو ضياعا، فارفع الأمر إلى القضاء الشرعي هنالك، وانظر الفتوى رقم: 118375.
ولا يجوز لمن له الحضانة من الأبوين منع الآخر من رؤية المحضون أو التواصل معه، وإلا كان ظالما معتديا، ففيه ظلم للأب، وظلم لهذا الطفل، فهو في حاجة إلى تعاهد أبيه بنصحه وحسن توجيهه ورعايته، ويمكن أخذ هذا الاستحقاق عن طريق القضاء إن أصرت الأم على المنع.
والله أعلم.