الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمشروع للموسوس أن يعرض عن الوساوس وألا يعيرها اهتماما، وهو إذا فعل هذا فقد فعل ما شرعه الله له وأمره به، ولا علاقة له بما في نفس الأمر، بل عبادته والحال هذه صحيحة، وقد يلبس الشيطان على الموسوس بأن يقول له ربما كان لهذا الشيء حقيقة، وربما تكون أخرجت ريحا أو نحو ذلك، فلا يكون هذا التلبيس مانعا للموسوس من الأخذ بدواء الوسوسة وهو الإعراض عنها وتجاهلها، وليعلم أنه بإعراضه عن الوساوس وتركه لها يفعل ما يحبه الله وما أمره به وشرعه له، ومن ثم فإن علاجك أن تتجاهل الوساوس، ولا تحكم بأنه قد خرج منك ريح إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، وبدون هذا اليقين فاعمل بالأصل وهو عدم خروج شيء منك، ولتنظر الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196، لبيان كيفية التعامل مع الوساوس.
والله أعلم.