الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكما علمت أن هذه الفتاة أجنبية عنك حتى يعقد لك عليها، فيجب عليك الحذر في التعامل معها، فلا تجوز المحادثة بينكما إلا لحاجة وبقدر الحاجة، وأما الاتصال المتكرر عليها فهذا باب إلى الفتنة، ولا يجوز لك أيضا الجلوس معها إلا لحاجة، وبشرط أن لا يكون في حال محذور شرعا كالخلوة بها مثلا، وأما الانبساط والضحك ونحو ذلك، أو ما ذكرت من إرسال بعض التلميحات بما يفيد خوفك عليها أو غيرتك عليها، فمن ذلك الباب ايضا فامتنع عنه .
وإرسال رسائل التذكير والدعاء جائز، ولكن إذا أردت السلامة لك ولها فأغلق كل باب يمكن أن يدخل من خلاله الشيطان فيوقعكما في الفتنة من حيث لا تحتسبان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}. وإيقاظها للصلاة ـ وإن كان أمرا حسنا ـ إلا أنه يمكن أن يتحقق من غير طريقك أنت كأن تتخذ منبها، أو تكلم من أهلها أو صديقاتها من توقظها للصلاة.
وأما أمر تعجيل العقد مع تأخير الدخول، أو إبقاء الأمر على الخطبة حتى يتم الزواج فيرجع فيه إلى المصلحة، فكلا الأمرين تترتب عليه محاذير. فعليك باستشارة الثقات والاستخارة، فما خاب من استشار، ولا ندم من استخار، وراجع الفتوى رقم: 19333، ومهما أمكن تعجيل الزواج، وتيسير أمره فهو أولى، فإن الآجال معدودة، والعوارض كثيرة، وقد يفوت بالتأجيل كثير من المصالح.
والله أعلم.