من دخل في الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين

23-12-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري، أظنني مبتلاة بالوسواس، والحمد لله أنا أخاف كثيرا من الشرك خاصة بعد أن علمت أن الله يغفر الذنوب جميعا ما عدا الشرك، فبدأت أقرأ الكتب حتى أعلم ما هو الشرك وأجتنبه، ثم بدأ الوسواس؛ فيقال كلام شرك وكفر في نفسي، فصرت طوال الوقت أستغفر وأتوب، وأبحث في موقعكم، ثم صرت أوسوس أن كل شيء شرك حتى الصغائر، وأسال صديقاتي الملتزمات فيجبنني بأن عقيدتي سليمة، وهذه وساوس، ثم أتت وسوسة بأن ما اعتقدت أنه وسوسة سيحتسب لي شركا وأني في النار، وأن التوبة يجب أن تكون نصوحا، وما دمت في هذا الذنب فهذه التوبة ليست نصوحا، وبالتالي؛ لم يغفر هذا الذنب، وهذا شرك، لكن صديقاتي أخبرنني أن هذا ليس شركا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت عرفت من حالك أنك موسوسة فننصحك بالبعد عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، والإعراض الكلي عن التفكير فيها، واشغلي نفسك عنها بالتعلم والعمل الصالح والدعوة إلى الله تعالي، والاشتغال بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، وكثرة الاستغفار، والدعاء، والاشتغال بما ينفعك في أمر دينك ودنياك.

وقد سبق لنا بيان ماهية مرض الوسواس القهري وعلاجه في عدة فتاوى، منها: الفتاوى التالية أرقامها: 51601، 3086، 60628، فراجعيها للأهمية.

واعلمي أن الشرك ليس بالهين, ومن دخل في الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين, ولا مدخل للاحتمالات فيه, فقد قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وُجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم, ووجه واحد على إبقائه على إسلامه, فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم, فإن وجدتم للمسلم مخرجًا فخلوا سبيله, فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي والحاكم. اهـ.

ثم إنا نرشدك إلى ما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ففيه الكفاية؛ فعن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم, فقال: يا أيها الناس، اتقوا هذا الشرك, فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل - يا رسول الله -؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه, ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد, وحسنه الألباني.

وروى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده, للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. وصححه الألباني.

والله أعلم.

www.islamweb.net