الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخلاصة القول فيما ذكرته هو أن ما أخذته تعويضا عن أيام الإيفادات لا يخلو من أحد أمرين: أولهما: أن يكون المسؤول المباشر مخولا بصرف كامل التعويض عن المدة المحددة، ولو كانت مهمة العمل أقل منها، وحينئذ لا حرج عليك في الانتفاع بما أخذته من ذلك.
ثانيهما: ألا يكون المسؤول المباشر مخولا بصرف تعويض عن الأيام الزائدة، بل يفعل ذلك حيلة وغشا ولو علمت الجهة المسؤولة لمنعته وعاقبته، فلا يباح لك أخذ ما أعطيته عن تلك الأيام الزائدة، وحينئذ يلزمك رده إلى جهة عملك ولو بطرق غير مباشرة، وقد ذكرت أنك صرت رئيس فريق في إدارتك، ولعل ذلك يمكنك من رد الأموال التي بيدك دون أن يلحقك بسب ردها ضرر، لكن لا تعطها للعمال دون استحقاق كمكافآت أوغيرها إلا إذا كان مأذونا لك فيه ويدخل ضمن صلاحياتك.
وكذلك ما ذكرته في عملك من توفير بعض المصاريف للأحوال الطارئة وغيرها كل ذلك مرده إلى نظام عملك، وما أنت مخول بالتصرف فيه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في السياسة الشرعية: وليس لولاة الأمور أن يقسموها بحسب أهوائهم، كما يقسم المالك ملكه، فإنما هم أمناء ونواب... ليسوا ملاكا. انتهى.. فلا تظلم عمالك الذين هم تحت يدك، ولا تظلم جهة عملك، وافعل ما أذن لك فيه، واجتهد في مراعاة مقتضيات مصلحة العمل، وسيوفقك الله ويسدد خطاك فتلك عاقبة المتقين.
وللفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 171287/ 179481/ 250144.
والله أعلم.