الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام على ضوابط عروض الأزياء في الفتوى رقم: 51082، فإن لم تتحقق تلك الضوابط، فلا تجوز إقامة تلك العروض أصلا، فضلا عن إقامة المسابقات لها، والاشتراك فيها؛ لكون ذلك تعاونا على الإثم والعدوان، ونشر المنكرات في المجتمع المسلم.
وعلى فرض أن العروض منضبطة، فحيث كانت تلك المسابقات بعوض، فلا يظهر لنا جوازها، وقد سبق بيان ما تجوز إقامة المسابقات فيه بعوض في الفتاوى أرقام: 16795، 213628، 35555 وما أحيل عليه فيها.
وأما حكم متابعة النساء لتلك العروض، فينبني على مدى انضباطها بالضوابط الشرعية كما سبق، فإن لم تكن منضبطة، فلا تجوز متابعتها، ولو لغير المشتركات فيها؛ نظرا لما في ذلك من مشاهدة المنكر، وإقراره، ولما يخشى من الافتتتان بهؤلاء العارضات، وما هن عليه من مخالفات شرعية، كالتبرج، والتشبه بالكافرات، والفاجرات، والقيام بحركات تخشى منها الفتنة وغير ذلك، ومن ثم فلا يجوز تقليدهن فيما يفعلنه من أمور محرمة.
وننصح النساء بالاهتمام بما يعود عليهن بالنفع والفائدة في أمور دينهن، ودنياهن، واستثمار أوقاتهن فيما يقربهن إلى الله جل وعلا.
وأما بخصوص ثوب الشهرة، فإذا كانت النساء تتسابقن في شرائه من أجل أن يشار إليهن، ويتحدَّث عنهن بسببه، فإنه يكون ثوب شهرة.
وانظر لمزيد الفائدة الفتاوى أرقام: 247732، 116811، 168433 وإحالاتها.
أما مجرد ارتفاع ثمن الثوب فلا يدخله في نطاق ملابس الشهرة، وإن كان قد ينهى عنه من جهة الإسراف والتبذير.
والله أعلم.