الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير، وتقبل منك ما تفعل منه.
وينبغي لك -أيها الحبيب- أن تتأكد من سلامة ما تنشره قبل النشر، وهذا الذي نشرته صحيح -والحمد لله-. وهو تلخيص لإحدى فتاوى الشيخ/ العثيمين -رحمه الله- حول بعض أحكام سجود السهو، ونص الفتوى يقول: سجود السهو سببه واحد من أمور ثلاثة: إما الزيادة، وإما النقص، وإما الشك.
والمراد بالزيادة: الزيادة الفعلية؛ فمن ركع مرتين في ركعة واحدة ناسيًا وجب عليه سجود السهو، ويكون محله بعد السلام؛ لأنه كان عن زيادة، ومن صلى خمسًا في رباعية ناسيا لم تبطل صلاته، لكن عليه سجود السهو بعد السلام.
وأما النقص فمثاله: من قام عن التشهد الأول ناسيًا لم تبطل صلاته، لكن عليه سجود السهو، ويكون قبل السلام. ومن ترك قول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود، أو: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، وجب عليه سجود السهو، ويكون قبل السلام.
وأما الشك: فهو التردد؛ بأن يتردد الإنسان، هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ فالحكم في ذلك أن يقال: إن كان الإنسان كثير الشكوك لا يكاد يصلي صلاة إلا شك فيها، فلا عبرة في شكه ولا يلتفت له. وإن كان معتدلًا ليس فيه وسواس وليس فيه شكوك، نظرنا: فإن غلب على ظنه ترجيح شيء، فليأخذ بما غلب على ظنه وليتم عليه، ثم يسجد سجدتين بعد السلام.
وإن قال: ليس عندي ترجيح قلنا: ابن على اليقين وهو الأقل وتتم عليه، ثم اسجد قبل السلام.
مثال ذلك: رجل شك؛ هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ نسأله: ما الذي يغلب على ظنك؟ قال: يغلب أنها ثلاث. نقول: ائت بالرابعة، واسجد بعد السلام.
إنسان آخر شك هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ قلنا له: ما الذي يغلب على ظنك؟ قال: ليس عندي غلبة ظن والشك عندي متساوٍ. نقول: اجعلها ثلاثًا؛ لأنها الأقل، ثم ائت بالرابعة، واسجد سجدتين قبل السلام. اهـ. من مجموع فتاوى ورسائل العثيمين.
والله أعلم.