الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجمل، ويحسن بكل من الزوجين أن يأتي ما يمكن أن يكون سببا في حسن العشرة، ودوام الزوجية بما لا يخالف المألوف، ولا يصادم الشرع، ومن ذلك التزين والتجمل، كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي المرأة؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
وكذلك اجتناب ما يمكن أن يؤدي إلى النفور من الروائح الكريهة ونحو ذلك، حتى إن الفقهاء قد نصوا على أنه يجب على الزوجة إزالة ما فيه استقذار كالرائحة الكريهة، والشعر.
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله تعالى- في التحفة، وهو يبين ما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه، فإن أبت فله إجبارها، قال: له إجبارها على ترك أكل بصل نيئ، وإزالة وسخ، وشعر ولو بنحو إبط، وظفر ككل منفر عن كمال التمتع (في الأظهر) لما في مخالفة كل ما ذكر من الاستقذار. اهـ. ولكن لا يلزم الزوجة شرعا أن تطلب من زوجها أن يجامعها؛ فالغالب في المرأة أن يمنعها حياؤها من التصريح بذلك، والحياء خير كله.
وأما ما يسمى الجنس الفموي، وحكم طاعة الزوجة زوجها فيه، فيمكنك أن تراجعي فيه الفتوى رقم: 275113. والأولى بالزوجين على كل حال الحرص على الاحترام المتبادل بينهما، والتفاهم في كل ما يتعلق بحياتهما الزوجية، بعيدا عن العصبية والتشنج، وفتح المجال للشيطان ليكدر عليهما صفو حياتهما الزوجية.
والله أعلم.