الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن ما وقعت فيه من الاستمتاع المحرم مع هذا الشخص منكر ليس بالهين، لكن إذا لم يكن قد حصل إيلاج الفرج في الفرج فليس لهذه الأفعال حكم الزنا الذي يوجب الحد.
وعلى أية حال فإنّ الذنب مهما عظم فلا يعظم على عفو الله، فمن سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنّ العبد مهما أذنب ثمّ تاب إلى الله توبة صادقة فإنّ الله يقبل توبته ويعفو عنه، قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، وراجعي الفتوى رقم: 5450.
وإذا صحّت التوبة فإنّها تمحو ما قبلها، كما قال صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. (رواه ابن ماجه) بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، ويعود القلب بعد التوبة أقرب إلى الله، وأكثر حباً له، وشوقاً إليه، وإقبالاً على طاعته، واستشعاراً لحلاوة الطاعة، فاجتهدي في تحقيق التوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، وأبشري خيراً وثقي بعفو الله وأقبلي على طاعته.
والله أعلم.