الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للمدير محاباة أقربائه وذوي ودِّه في الوظائف، وغيرها مما اؤتمن عليه، بل الواجب عليه هو أن يعمل وفق المصلحة فحسب، ولا يعين إلا من يصلح للعمل ويؤديه على أحسن وجه وأتمه، ويعدل بين الناس في ذلك، لا لأجل محاباة لقرابة أو وساطة أو غيرها؛ فذلك ظلم وخيانة، كما بينا في الفتوى رقم: 18722.
وإذا لم يكن في مصارحة المدير بذلك خشية لحوق ضرر عليك فلا بأس في نصحه ومصارحته؛ ليدع الحيف ويسوي بين الناس، ويعطي كل ذي حق حقه، ويعطيك ما تستحقه من ذلك. وإن خشيت لحوق ضرر بك فيسعك أن تتظلم لدى من يؤثر عليه سواء في الجهات العليا أو غيرها؛ لإقامة العدل ورفع الظلم.
ورزقك سيأتيك؛ فاطمئن وأجمل في الطلب؛ لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ولما ثبت في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوفي رزقها. رواه أبو نعيم، وصححه الألباني في الجامع.
والله أعلم.