الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالهداية، والإنابة إليه من غفلتك، وتفريطك، ولا سيما في شأن الصلاة، فهي عماد الدين، من حفظها حفظ الدين، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. فاستقم على ما وفقت اليه من المحافظة عليها، والعمل الصالح، واحرص على الكسب الحلال؛ فقد ثبت في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوفي رزقها. رواه أبو نعيم وصححه الألباني في الجامع.
واعلم أن التقوى سبب لكل خير؛ فقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3].
وأما مسألة نظام المجموعات الثلاث، أو الست الذي كنتم تعملون وفقه، مع علم الجهة المسؤولة وتغاضيها عنه، بل ورضاها به كما ذكرت، فلا حرج عليكم فيه، والإذن العرفي كالإذن النصي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والعلم برضى المستحق، يقوم مقام إظهاره للرضا... ) اهـ.
وقال الإمام النووي في شرح مسلم: الإذن ضربان: أحدهما: الإذن الصريح... والثاني: الإذن المفهوم من اطراد العرف، والعادة... فما علم بالعرف رضا الزوج، والمالك به، فإذنه في ذلك حاصل وإن لم يتكلم. اهـ بتصرف.
وقال ابن قدامة: الإذن العرفي يقوم مقام الإذن الحقيقي. اهـ.
وأما بعد مجيء التعميم بترك ذلك النظام، فيجب الالتزام بما جاء فيه، وترك نظام المجموعات.
والله أعلم.