الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرزقك في بيتك السعادة، والمودة، وأن يجعل زوجك قرة عين لك.
وأما ما ذكرته فلا بد من علاجه بالحكمة، والتروي حفاظا على الأسرة، وجمعا بين حسنتي رضا الزوج، وصلة الأم. فحق الزوج عظيم، بل إنه أعظم من حق الوالدين.
قال ابن تيمية رحمه الله: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ، كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. اهـ.
وقال المرداوي رحمه الله: لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها، ولا زيارة ونحوها، بل طاعة زوجها أحق. اهـ.
وما دام زوجك لا يمنعك من زيارة أهلك، وإنما يطلب أن تكون كل أسبوعين أو نحو ذلك، وعذره هو ما يصيبه من أذية من أهلك بغض النظر عن مقدار تلك الأذية، وهل هو مصيب فيما يدعيه، أو مخطئ. لكن الحكمة تقتضي عدم معارضته في ذلك حتى يذهب ما في نفسه، وتصلح العلاقة بين أهلك وبينه، وليكن ذلك على يديك، لكن حيث علمت أنه لا يحب الحديث عنهم، فلا تصري على مناقشته في ذلك، بل تحيني لحظات الصفاء، واذكري له دائما ثناءهم عليه بخير، ولو أحضرت هدايا له منهم، أو نحو ذلك، مما يجلب المودة، ويزيل الوحشة، والنفرة، فبها، ونعمت.
المهم ألا تغضبي زوجك، أو تدخلي معه في نزاع لإلزامه بحب أهلك، وإظهار ذلك في لحظات غضبه ونفرته، ويحمد له أنه لم يمنعك من صلتهم مطلقا، بل أذن لك في ذلك خلال كل أسبوعين، فخذي ما أعطاك، واعملي على كسب المزيد، لكن برفق، وحكمة، ولين.
ولمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم:9218.
والله أعلم.