الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في هذا شرك بالله تعالى، فإن الشرك أن يجعل الإنسان لله ندا يصرف إليه شيئا من العبادات التي لا تجوز أن تصرف إلا لله، قال تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:22}، وقال أيضا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ {البقرة:165}، وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك... الحديث. رواه البخاري ومسلم. وأما اتباع الهوى فقد فصلنا القول في حكمه في الفتوى رقم: 150461. فاطردي عنك الوساوس ولا تلتفتي لأي خواطر شيطانية من هذا الجانب.
والحجاب فريضة يجب على المرأة المسلمة الالتزام به، وقد أوضحنا أدلة وجوبه في الفتوى رقم: 63625، فابذلي جهدك في محاولة إقناع والديك بالموافقة على لبسك الحجاب، واستعيني عليهم بالدعاء، ثم بمن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليهما، فإن اقتنعا فالحمد لله، وإلا فالتزمي بالستر وإن رفضاه، بل وإن اقتضى الأمر تركك الدراسة، وعدم الخروج من البيت إلا لضرورة، فلا طاعة للوالدين في معصية الله، وراجعي الفتوى رقم: 63625، والفتوى رقم: 127762، وللحجاب الشرعي مواصفات أوضحناها في الفتوى رقم: 6745، فأي لباس يختل فيه أحد هذه الشروط لا يعتبر حجابا شرعا.
ونوصيك بالبر بوالديك على كل حال، فإساءتهما لا تسقط وجوب برهما والإحسان إليهما، كما بينا بالفتوى رقم: 103546.
والله أعلم.