الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الفائدة ليست منحة من الدولة للناس، بل هي فائدة ربوية سيدفعها البنك ـ وإن كان البنك المركزي للدولة ـ لمن يودعون لديه الأموال ويقرضونه إياها فتكون فائدة ربوية محرمة، ولا يؤثر في حكمها وجود تلك الأزمة، وكون البنك قد زاد في الفائدة التي يمنحها للمودعين مراعاة لهذا الظرف.
ثم إنه لا يجوز إيداع المال لدى البنوك الربوية، وقد استثنى العلماء من ذلك حالة ما إذا دعت إلى ذلك حاجة معتبرة؛ كحفظ المال أو تحويله إذا لم توجد جهة إسلامية تقوم بذلك، وحينئذ يقتصر على الإيداع في الحساب الجاري، ومن جاءته فوائد ربوية بسبب هذا الإيداع فيلزمه التخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين، ولا يجوز لحائزها الانتفاع بها في حق نفسه ما لم يكن فقيرا محتاجا إليها، فلا حرج عليه أن يأخذ منها بقدر حاجته حينئذ، قال النووي في المجموع: وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً، لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم، بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته، لأنه أيضاً فقير. انتهى كلامه.
والله أعلم.