الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا أن تتوب إلى الله تعالى مما أنت مقيم عليه من المعاصي، واعلم أنك بذلك تعرض نفسك لسخط الله وعقوبته، فأقلع عن مشاهدة تلك المنكرات، وأقلع كذلك عن ممارسة تلك العادة المحرمة، ثم اعلم أن ما ذكرته يدل على أنك مصاب بالوسواس، والمبتلى بالوسوسة علاجه أن يعرض عن الوساوس ولا يلتفت إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ومن ثم فإذا أوهمك الشيطان أنك لم تغسل، فابن على أنك غسلت، وإذا وسوس لك بأنك غسلت مرتين لا ثلاثا، فابن على أنك غسلت ثلاثا، وهكذا حتى يعافيك الله من هذا الداء، واعلم أن الغسل يكفي فيه تعميم البدن بالماء مع النية مرة واحدة، وأما صفة الغسل الكامل فقد بيناها في فتاوى كثيرة انظر منها الفتوى رقم: 180213 ، ورقم: 41097.
والعلماء مختلفون في تثليث غسل سائر البدن، فمنهم من رأى أن السنة الاقتصار على مرة واحدة، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ومنهم من رأى أن السنة تثليث غسل البدن، وهو قول الجمهور، وكيفما فعلت أجزأك، وعليك أن تقلد من تثق به من أهل العلم، وأما الرقبة فكيفما غسلتها أجزأك، والمقصود أن يصل الماء إلى جميع البدن، ولكن السنة أن تغسل مع البدن بعد غسل الرأس ثلاثا.
والله أعلم.