الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك من الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها، فهذا من أهم الوسائل المعينة للتغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل، وانظري لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.
ثم إن ما حصل منك قبل البلوغ لا عبرة به عند كثير من أهل العلم، لأن الصبيان لا مؤاخذة عليهم، كما في حديث السنن: رفع القلم عن ثلاث... وعد منها: الصبي حتى يحتلم.
ولا يحصل كذلك الكفر بمجرد تحريك الصليب، لأن ذلك لا يعتبر عبادة له .
وأما قولك عن نفسك: أنا كافرة ـ فيكفره ما قمت به من الشهادتين والصلوات.
وأما الاغتسال والنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام بعد ذلك: فهو من مظاهر الوسوسة التي أصبت بها، فعليك بمجاهدة نفسك للتخلص من هذه الوساوس، وامضي في طريق الطاعة والاستقامة، فإنك مهما تقربت إلى الله تعالى قرَّبك الله تعالى حتى تذوقي من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما هو السعادة الحقة واللذة التي لا تعدلها لذة في هذه الدنيا. وإذا أتتك تلك الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي آمنت بالله ورسله، وحاولي أن تصرفي فكرتك لما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ولا تبالي بكلام الشيطان وثقي أن من دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.
والله أعلم.