الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ولا شك في أن ما أنت فيه من البلاء العظيم بأن تكون زوجتك على هذا الحال من الفسق والفوضى وعدم المبالاة، فنسأل الله أن يفرج همك وينفس كربك ويصلح لك زوجك، فالدعاء من أهم ما نوصيك به، تدعو لنفسك بالخلاص، وتدعو لها بالتوبة والصلاح، فربنا خير مسؤول وخير مجيب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
فابحث عن سبيل لتسليط بعض الصالحات عليها عسى أن يجري الله الخير على يديها ويوفقها إلى استمالة قلبها والتأثير عليها، ولا تيأس، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
والطلاق بيد الزوج، فلا يشترط أن يكون عند قاض، أو عالم، أو إمام مسجد، ولا يشترط له أيضا علم الزوجة، فإذا طلقتها وقع الطلاق علمت به المرأة أو لم تعلم، ويستحب الإشهاد عليه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 143677، 65954، 10423.
وإن لم تكن قادرا على دفع مؤخر الصداق لها، فإنه يبقى دينا في ذمتك حتى ييسر الله أمرك، قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ... الآية{البقرة:280}.
وأما ابنتك: فابذل جهدك في سبيل التواصل معها تعاهدها بالرعاية والتوجيه الحسن، وننبه إلى خطورة الإقامة في بلاد الكفر وما في ذلك من الحرج على المسلم وضعف سلطانه على أهله، ومن هنا حذر العلماء من الإقامة هنالك لغير ضرورة أو حاجة، وانظر الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.