الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته عن أختك من اتخاذ الأخدان، والوقوع في الزنا والفجور، وجرأتها في ذلك ومجاهرتها به، لهو أمر خطير وشر مستطير، ويعظم الأمر بما ذكر من إقدامها على الإجهاض، فهذه ظلمات بعضها فوق بعض، وأختك على خطر عظيم إن لم يتداركها الله برحمته. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 24284، 26237، 2016.
فأول ما نوصيكم به الدعاء لها، وخاصة من قبل والديها، فدعاء الوالدين لولدهما مستجاب، روى ابن ماجه ـ وحسنه الألباني ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. ويجب بذل النصح لها، وليكن ذلك بأسلوب طيب ورفق ولين، فقد قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}، وفي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة؛ إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله. فإن انتفعت بالنصح وتابت إلى الله وأنابت فذاك، وإلا فلتهجر إن رجي أن ينفعها الهجر، وراجع الفتوى رقم: 14139.
ووليها هو المسؤول عنها فيجب عليه الحزم معها، والأخذ على يديها، فلا يترك لها الحبل على الغارب، فهو مسؤول عنها أمام الله يوم القيامة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وثبت في الصحيحين عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته.
والله أعلم.