الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمعنى المنّ: تعداد النعمة على المنعم عليه، فيقول له: ألا تذكر يوم كذا أعطيتك كذا، وأحسنت إليك بكذا. والأذى: كل ما يؤذي الشخص من القول، أو الفعل، أو التصرف كالتعيير بالسؤال والحاجة.
جاء في تهذيب اللغة للهروي: المَنُّ هَاهُنَا: أَن تَمُنَّ بِمَا أَعطيت، وَتَعْتَدَّ بِهِ كأَنك إِنما تَقْصِدُ بِهِ الِاعْتِدَادَ، والأَذى: أَن تُوَبِّخَ المعطَى. اهـ.
والمنّ يطلق في اللغة على عدة معان يُقَال: مَنّ إِذا أعْطى، وَمنّ إِذا قطع، وَمنّ إِذا تمدح بالعطاء.. ؛
قال ابن منظور في اللسان: والمَنُّ الِاعْتِدَادُ، والمَنُّ الْعَطَاءُ، والمَنُّ الْقَطْعُ، والمِنَّةُ الْعَطِيَّةُ، والمِنَّةُ الاعتدادُ، والمَنُّ لُغَةٌ فِي المَنَا الَّذِي يُوزَنُ بِهِ. اهـ.
والمنّ والأذى مبطلان للصدقة، ومذهبان لمعنى الإحسان؛ كما قَالَ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى {البقرة:264}.
قَالَ القرطبي: ولا يكون المنّ غالبًا إلا من البخل، والكبر، والعجب ونسيان منة الله تعالى فيما أنعم عليه. اهـ من التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر: ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يومَ القيامة: المنَّان: الذي لا يعطي شيئًا إلا مَنَّهُ، والمنفق سِلعتَه بالحلفِ، والمسبل إزاره.
وفي خصوص معنى تحمل المنّ والأذى: فلم يتضح لنا وجه الإشكال عند السائل، وعلى أية حال فتحمل الشيء يدل في بعض إطلاقاته على الصبر عليه، وعلى ذلك يكون معنى تحمل المنّ والأذى: صبر الشخص عليهما إذا وقعا عليه.
والله أعلم.