جاهد نفسك وشيطانك وجدد علاقتك بالله

11-1-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أولا: جزاكم الله خيرا عما تقدمونه خدمة لدين الله.
ثانيا: أنا في غاية الحرج من سؤالي هذا؛ لكن أريد أن أعرف هل ربي تاب عليّ أم لا؟ لأني خائف منه -جل جلاله-.
السؤال: بينما كنت في الخامسة عشر وأنا أحفظ القرآن الكريم كاملا، ولا أعرف كيف ولماذا كنت أفعل الأفعال القذرة هذه؟! فقد تحرشت ببنت عشر سنين دون إيلاج (من خارج الملابس فقط، بمعنى: احتضنتها لحين الإنزال) فلما قالت لأخيها حذرني، فما اقتربت منها بعد ذلك ثانية. وأغواني زميلي في نفس السن (15 سنة) ومارسنا اللواط -والعياذ بالله- فافترقت منه وعنه سريعا، ومن ساعتها وأنا أستغفر الله، وخائف من الله، ولكن الشهوة الخبيثة والشيطان ونفسي يوقعوني في ممارسة العادة السيئة المحرمة، وأستغفر وأتوب كثيرا، ولكن أقع أيضا كثيرا.
وأنا الآن مقبل على الزواج، وأشعر أن هناك عقوبات تنزل علي وابتلاءات من ربي -عز وجل- مثل: حرمان العلم بعد أن كنت متفوقا، علما بأنى لا أبعد عن القرآن والمسجد، ضيق الرزق، أشعر أن الناس لا يوقروني مثل بقية زملائي، أفشل في مشاريع كثيرة، عدم الاستقرار النفسي.
وهل هذه الأفعال لها صلة بأن زوجة أبي ابتلينا فيها بأن ضبطها أبي وهي تزني؟
أرجو منكم أن تنصحوني بما ينفعني في الدنيا والآخرة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما وقع منك من الأفعال القبيحة المذكورة: فإن تبت منها توبة صادقة نصوحًا فإن الله تعالى يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

وأما ما أنت مقيم عليه من الذنوب -كالعادة السرية-: فيجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح منها، وأن تقلع عنها فورًا، وتعزم على عدم معاودتها، وانظر الفتوى رقم: 7170.

وأما ما ذكرته من المصائب التي تنزل بك: فقد يكون بسبب هذه الذنوب، وقد يكون لغير ذلك من الأسباب.

وعلى كل؛ فالذي ننصحك به هو: أن تخلص توبتك لله تعالى، وتستقيم على شرعه؛ محافظًا على الفرائض، مكثرًا من النوافل، حريصًا على فعل الخير ما وسعك، متجنبًا لما حرم الله تعالى. واعلم أن الحسنات يذهبن السيئات، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فابدأ صفحة جديدة في علاقتك بربك -تبارك وتعالى-، واستقم على شرعه، وجاهد نفسك الأمارة بالسوء، وحارب الشيطان الرجيم ووسوسته، وكلما زللت ووقعت منك معصية فتب وارجع إلى ربك، فإن الله لا يزال يقبل توبة العبد ما تاب العبد إليه، نسأل الله أن يرزقنا وإياك الاستقامة على شرعه.

والله أعلم.

www.islamweb.net