الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاج الوساوس -كما بينا مرارًا- هو: الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، والذي يحملك على تكرار الفعل والاستجابة للوسوسة هو الشيطان، وإلا فإن كان همك هو مرضاة الله تعالى؛ فاعلمي أن ما شرعه لك هو الإعراض عن الوساوس، وأنك بتجاهلك لها وإعراضك عنها ترضينه سبحانه وتمتثلين لأمره، وباستجابتك لها واسترسالك معها تتبعين خطوات الشيطان وتسلطينه عليك، فجاهدي نفسك مجاهدة صادقة في مدافعة هذه الوساوس، ولا تعيريها اهتمامًا، ولا تبالي بها كلما عرضت لك، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأما المني: فقد بينا صفة مني المرأة في الفتوى رقم: 128091، والفتوى رقم: 131658. ولا يجب عليك الاغتسال إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أن الخارج منك هو المني الموجب للغسل.
وأما الصفرة العادية: فلا يجب الاغتسال منها، وإنما يجب فقط الوضوء والصلاة حيث لم تكن هذه الصفرة حيضًا، وانظري الفتوى رقم: 178713، وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو غيره؟ فإنك تتخيرين؛ فتجعلين له حكم ما شئت على ما هو المفتى به عندنا، وانظري الفتوى رقم: 158767.
والله أعلم.