التائب من الذنب كمن لا ذنب له

11-1-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب من البحرين أبلغ من العمر 18 سنة، وقبل سنتين -تقريبا- ارتكبت -والعياذ بالله- على فترة سنة واحدة معصية اللواط عدة مرات، بالإضافة إلى الاستمناء بصورة يومية، ومعاقرة الخمر. وكانت هذه الكبائر نتيجة ضعف إيماني آنذاك؛ فكنت حينها لا أسجد لربي، ولا أذكره أبدا. ولكن في نهاية ذلك العام استيقظ شيء في داخلي، فأدركت مدى شناعة وقباحة أفعالي, وبعدها مباشرة شرعت في العبادة والاستغفار راجيا المولى -عز وجل- أن يقبل توبتي, وصرت أصلي جميع الصلوات الواجبة والنوافل، بالإضافة إلى قراءة القرآن أحيانا، والانهماك في عمل الخير، إلا أنني منذ أن اهتديت (إن كانت توبتي مقبولة عند الله) وأنا لا أكف عن التفكير في الذنوب التي اقترفتها بحق ربي ونفسي, وأشعر بندم عظيم، وأتمنى أن يعود بي الزمن حتى أبطل ما فعلت, و كلما نظرت إلى نفسي تنتابني مشاعر الاشمئزاز والخيبة إلى درجة أني صرت أمقت نفسي, وتطور هذا الإحساس إلى شيء من عدم الثقة في صحة توبتي، ومن ثم تمركز هذا التفكير كنوع من الهوس في حياتي، فأصبحتُ عبدا له, ومنذ ذلك الوقت وأنا لم أستطع الصفح عن نفسي.
سؤالي: ماذا يجب علي فعله حتى تُغفر ذنوبي، ويقبل الله تعالى توبتي؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك من هذه الموبقات، ثم اعلم أن ما ارتكبته من المعاصي -وإن كان عظيمًا- ليس كفرًا تخرج به عن الملة، واعلم كذلك أن رحمة الله قد وسعت كل شيء، فمهما كان ذنب العبد عظيمًا فإن عفو الله تعالى أعظم، ورحمته سبحانه أوسع، ولا يوجد ذنب لا يغفره الله تعالى إذا تاب العبد منه توبة نصوحًا صادقة؛ فتب إلى ربك توبة نصوحًا، وأقبل عليه، واجتهد في طاعته، واعلم أن توبتك متى استوفت شروطها وأركانها فهي توبة مقبولة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وبالتوبة النصوح تكون كمن لم يذنب، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. فأخلص في توبتك، وأكثر من الاستغفار، وأحسن ظنك بالله تعالى، وثق بعفوه وسعة كرمه وجوده فهو البر الرحيم -سبحانه وتعالى-، وأكثر من النوافل، واجتهد في فعل الخير، واستمر على ما أنت عليه من الاستقامة، وازدد من الخير ما وسعك ذلك؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، واطرد عنك وسواس الشيطان، ولا تلتفت إلى ما يلقيه في قلبك من أن توبتك لم تقبل وغير ذلك مما يريد به أن يقعدك عن العبادة، ويصدك عن الطاعة.

والله أعلم.

www.islamweb.net