الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقتول ظلما شهيد، جاء في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: وقال في العارضة في الذي يقتله اللصوص لا خلاف أنه شهيد، وكذلك كل من قتل مظلوما دون مال أو نفس. اهـ.
إلا أنه ـ أي المقتول ظلما ـ لا تجرى عليه أحكام الشهيد في الدنيا عند جمهور أهل العلم، بل يغسل ويصلى عليه عكس شهيد المعركة، جاء في الشرح الكبير على متن المقنع: ومن قتل مظلوما، فهل يلحق بالشهيد؟ على روايتين: إحداهما: يغسل ويصلى عليه، اختارها الخلال، وهو قول الحسن، ومذهب مالك والشافعي، لأن رتبته دون رتبة الشهيد في المعترك، أشبه المبطون، ولأن هذا لا يكثر القتل فيه، فلم يجز إلحاقه بشهيد المعترك، والثانية: حكمه حكم الشهيد، وهو قول الشعبي والأوزاعي وإسحق في الغسل، لأنه شهيد أشبه شهيد المعترك. اهـ.
والله أعلم.