حكم البقاء في الوظيفة مع بعض التقصير في أداء العمل

12-1-2015 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أعمل منذ سنوات قليلة في التدريس بالجامعة، والحال طيبة في العمل -والحمد لله- دون مشاكل.
غير أني أخاف أن يدخلني الكسب الحرام، فنحن في المكان الذي أعمل فيه (وهو حال أغلب الوظائف في بلدي المسلم) يسوده اللامبالاة، ولا نعطي العمل حقه، وإن كنت في الأساس مجتهدا وجادا ما أمكن، إلا أنني أتأثر بمحيطي ولا أجد وسيلة لفعل عملي بشكل صحيح.
فأقول بكل موضوعية: أن الطلبة وإن كانوا ينالون شهاداتهم في النهاية، فتكوينهم لا يرقى للمستوى المطلوب، وذلك لسببين:
1- الأساتذة أنفسهم -وأنا منهم- مروا بنفس التكوين المتدني النوعية، وفاقد الشيء لا يعطيه.
2- الإطار العام للعمل لا يشجع على الاجتهاد والتطوير، وقد كنت في البداية أعتقد أنه يمكنني أن أغير وأعمل عملي كما ينبغي بغض النظر عن الباقين، غير أني أدرك الآن أنني قد أصبت بعدوى العمل الترقيعي الذي لا يرقى أبدا للمستوى المطلوب، وأنه لا يمكنني إلا أن أسير مع الركب، غير أنني لا أرتكب التجاوزات الصريحة كأن أضع علامات الطلبة بالمحسوبية أو الغش مثلا.
وحاليا أفكر في ترك منصب عملي الذي حصلت عليه بشق الأنفس؛ لأن ضميري غير مرتاح، لكنني لا أجد عملا يناسب مستوى تعليمي، وأفكر في السفر لدولة أجنبية للعمل هناك.
السؤال: هل يجوز لي الاستمرار في العمل في الظروف المذكورة؟ وإن كان الجواب بلا، فهل يجوز لي في ظل هذه الظروف السفر للعمل في بلد غير مسلم؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا حرج عليك في البقاء في العمل المذكور؛ لكن عليك أن تؤديه على الوجه المطلوب، وبقاؤك فيه وفق ما ذكرت خير لتلك المؤسسة من فقدك، وينبغي أن تسعى في الإصلاح، وإشاعة روح الجد والمثابرة في فريق العمل كله بالتوجيه، والنصح، والإرشاد، وحث الإدارة المسؤولة من أجل ذلك،  وما يدريك لعل الله يصلح حال تلك المؤسسة على يديك، فمن أبنائها يتخرج جيل الغد، فكن طرفًا في بنائهم، وتدارك ما ذكرت من ضعف روح التعليم، وما يشيع فيه من فوضى،  وانعدام مسؤولية. وهذا يحتاج إلى تضحية، وقد تجد بعض العوائق لكن مع روح الإصرار والعزم يتلاشى ذلك.

وراجع في حكم الهجرة إلى البلاد الغربية الفتوى رقم: 20505.

والله أعلم.

www.islamweb.net