الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام على أنواع الأحاديث ومعنى الغريب والعزيز في الفتوى رقم: 11828، وذكرنا أن العزيز هو ما لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند، وأن الغريب هو ما ينفرد بروايته راو واحدٌ.
وأما جمع الحافظ ابن كثير بين الغريب والعزيز في وصف الحديث: فالظاهر أنه لم يرد بالغريب هنا المعنى الاصطلاحي الشائع عند المتأخرين، وإنما أراد الإشارة إلى ضعف الحديث ونكارته، وقد جاء في لسان المحدثين لمحمد خلف سلامة في الهامش: ولكن بعض العلماء من المتأخرين يستعملون أحياناً كلمة: غريب ـ للتعبير عن المنكر، منهم ابن كثير في تفسير القرآن العظيم. اهـ.
وعلى هذا، فالظاهر أن الحديث المذكور منكر عند الحافظ ابن كثير، والمنكر من أقسام الحديث الضعيف، وانظر الفتوى رقم: 47945.
والحديث أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، والمتقي الهندي في كنز العمال، ولم نجد من تكلم على سند الحديث سوى الحافظ ابن كثير.
والله أعلم.