الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل همك ويفرج كربك وييسر أمرك ويدفع عنك كل هذه الوساوس ويشفي هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، ونوصيك بصدق الالتجاء إلى الله تعالى وسؤاله، فهو الذي يجيب المضطر ويكشف الضر، كما قال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
واحرصي على آداب الدعاء وشروطه، فالدعاء معها أرجى للإجابة، وراجعيها في الفتوى رقم: 119608.
وأمرك هين، وليس هنالك ما يدعو إلى هذا الجزع، فهذا الخوف الشديد من الكفر، وحرصك على الهروب منه ومن أسبابه، أعظم دليل وأوضح برهان، على عدم كفرك، فكيف يحكم بالكفر على من يكرهه أشد الكره ويفر منه، بل إن هذا من دلائل الإيمان وحب الرحمن، روى البخاري ومسلم عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
وما حصل لك حصل لبعض الصحابة مثله أو أشد، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن استعظامهم هذا الأمر وخوفهم منه دليل على الإيمان، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 12436.
فنوصيك بالإعراض عن هذه الوساوس تماما، وإغاظة الشيطان بالاستعاذة منه، بل والمضي قدما دون التفات إلى هذه الوساوس، فإنه أراد أن يحزنك بها، ويفسد عليك دينك، وينكد حياتك، فاقلبي عليه ظهر المجن، وردي إليه كيده، وللمزيد فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري راجعي الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.