الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في قبح ما ارتكبته وأنه من أشنع الذنوب وأعظم الموبقات، ولكنك لو صدقت في توبتك، ورجعت إلى ربك، وتبت توبة نصوحًا، فإن الله تعالى يتجاوز عنك، ويمحو أثر هذا الذنب، فتعود كمن لم يذنب، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فتب إلى ربك بصدق، واندم على عظيم جنايتك، وأكثر من فعل الطاعات، والتقرب بأنواع القربات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تكلم هذه المرأة ثانية، بل ننصحك باجتناب كل سبيل لمواصلتها ولو بالوجود معها في مكان واحد؛ لئلا يجركما الشيطان إلى مواقعة هذا الذنب القبيح مرة أخرى.
وأما ما ترتكبه بعد توبتك من ذنوب: فإنك تؤاخذ به فقط، ولا تؤاخذ بالذنب الذي قد تبت منه؛ لأن هذا الذنب قد زال أثره بالتوبة، ولكن عليك إذا أذنبت أن تتوب، وكلما وقع منك ذنب فتب إلى ربك وارجع إليه، فإن الله لا يزال يقبل توبتك ما تبت إليه، وجاهدت نفسك في الاستقامة على شرعه، وانظر الفتوى رقم: 209476، والفتوى رقم: 234022.
والله أعلم.