الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا سؤال عظيم، نسأل الله أن يوفقنا في جوابه، ويوفقنا وإياك للعمل به.
وخلاصة القول في ذلك: أن يستشعر المسلم طوال يومه وطوال حياته أنه عبد لله تعالى؛ يأتمر بأمره، وينتهي بنهيه، ويقف عند حدوده، جاعلا نصب عينيه قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام: 162 - 163}، فلا يصدر منه قول أو فعل أو حركة أو سكون إلا انطلاقًا من هذا المبدأ، وبذلك يكون في طاعة مستمرة لله تعالى، ويكون كل ما يصدر منه عبادة، سواء تعلق الأمر بالأعمال التعبدية المحضة أم تعلق بالأمور العادية -كالأكل، والشرب، والنوم، واليقظة، والكسب، وطلب المعاش والولد، وغير ذلك-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « ... وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» أخرجه مسلم، وغيره.
وقد ذكرنا في فتاوى سابقة بعض البرامج العملية التي يمكن أن تعين المسلم، منها الفتاوى التالية أرقامها: 156691 ، 58107 ، 24782 ، 181155، 123582 ، 107812.
والله أعلم.