الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزوجة مطالبة شرعا بحفظ زوجها حال غيبته في نفسها وماله وولده، وسبق أن بينا ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 113879، فإن ثبت ما ذكر عن هذه المرأة من ترددها على المقاهي المختلطة وتعاطيها الدخان وإتيانها شيئا مما يطعن في عرضها؛ فهي عاصية لربها، ومفرطة في حق زوجها. والواجب الشرعي في حق من اطلع منها على ذلك أن يبذل لها النصح برفق ولين، ويبين لها خطأ هذه التصرفات التي أقدمت عليها. ولا يكفي كلام هذه البنت الصغيرة في إثبات حصول هذه التصرفات من أمها، ولكن ذلك يورث شبهة.
وبما أن الزوجة الآن مع زوجها، فليس من المصلحة إثارة هذا الموضوع أصلا، ويمكن أن يحث زوجها على أن يكون أهله معه دائما، ويبين له أن في هذا مصلحة تربية أولاده ونحو ذلك. وننبه بهذه المناسبة إلى أنه مهما أمكن أن يكون أهل الزوج معه حيث يقيم كان أفضل. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن من حق الزوجة أن لا يغيب عنها زوجها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، كما بيناه في الفتوى رقم: 10254.
وكثيرا ما يغيب هذا الأمر من حياة الأزواج، وهو من أعظم أسباب الفساد فليتنبه لهذا. ولو قدر أن غاب الزوج عن زوجته، وسافر للعمل ونحو ذلك، فعلى الزوجة الحرص على البعد عن كل موطن يمكن أن يكون مثارا للشبهة وسوء الظن بها، وتراجع الفتوى رقم: 55903.
والله أعلم.