الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحلفك لهذا الشخص بأن لا تخبر أحدًا يمين لا يحرم عليك الحنث فيها، ولا يلزمك الوفاء بها ما دام في ذلك أذى يلحق صديقك, لا سيما وهذا الشخص اعتدى على حق صاحب الصفحة، وانتحل شخصيته، وتدخل في أسراره.
والله -عز وجل- حث على حفظ اليمين إذا لم يكن في حفظها حرج ولا ضرر؛ قال الطاهر بن عاشور في قوله تعالى: {.. وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ..} {المائدة:89}: .. فأمر بتوخّي البرّ إذا لم يكن فيه حرج ولا ضُرّ بالغير.. اهـ.
فلا حرج عليك في إخبارك صديقك، ولكن عليك كفارة يمين؛ للحنث في اليمين؛ كما بينا بالفتوى رقم: 53024.
وقد سبق بيان كفارة اليمين بالفتوى رقم: 61678.
لكن إن كنت لم تقسم إلا لاعتقاده أنه صديقك ولو علمت غير ذلك ما أقسمت: فلا تلزمك كفارة في حال الحنث؛ قال الشيخ/ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (6/245): "من بنى قوله على سبب تبين أنه لم يوجد فلا حكم لقوله، وهذه قاعدة لها فروع كثيرة، من أهمها: ما يقع لبعض الناس في الطلاق، يقول لزوجته -مثلًا-: إن دخلت دار فلان فأنت طالق. بناءً على أنه عنده آلات محرمة مثل المعازف أو غيرها، ثم يتبين أنه ليس عنده شيء من ذلك، فهل إذا دخلت تطلق أو لا؟ الجواب: لا تطلق؛ لأنه مبني على سبب تبين عدمه، وهذا هو القياس شرعًا وواقعًا". انتهى.
والله أعلم.