الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تستعين بالله تعالى، وتديم التضرع له واللجأ إليه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، فأكثر من دعائه والابتهال له، فإن ذلك من أعظم ما يعينك على الاستقامة وسلوك طريق الحق، ثم جاهد نفسك واحملها على مخالفة هواها ومجانبة تلك الشهوات، وفعل ما تكره من الطاعات، حتى تعتاد ذلك وتتمرن عليه، ويصير ذلك جبلة فيها. فبالمجاهدة يتيسر العسير، ويحصل ما ترجوه -إن شاء الله- كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}
وأدم الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام؛ فإن ذلك من أعظم ما يرقق القلب، ويبعث على فعل الخير ومجانبة الشر، وتفكر في أسماء الرب وصفاته، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، واشغل نفسك بالنافع من الأقوال والأعمال، كحفظ القرآن مثلا، كما يمكنك سماع المحاضرات النافعة، وما أكثرها على شبكة الإنترنت، وكذا يمكنك قراءة ما ينفعك من الكتب المناسبة لمستواك العلمي، وبخاصة فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى، ولن تعدم بالبحث صحبة صالحة تعينك على طاعة الله تعالى وتأخذ بيدك وناصيتك إلى الخير، وذكر نفسك قبح المعاصي وخطورة عاقبتها، وأنها تفضي بالعبد إلى الهلاك إن هو استرسل معها وانهمك فيها، نسأل الله أن يشرح صدرك، ويهديك صراطه المستقيم.
والله أعلم.