الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم دليلا صحيحا يفيد عقوبة الولد بسبب معصية أو ظلم والده، بل ظاهر الأدلة على خلاف ذلك، كقول الله عز وجل: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه، لكن أحيانا يكون ظلم وفساد الآباء سببا للبلاء في أولادهم، إلا أن ذلك لا يكون بالضرورة عقوبة في حقهم، وإنما قد يكون مجرد اختبار لهم، وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 76336، 260593، 169955، 65783، وإحالاتها.
وإن كان الأولاد لا يتيقنون أن أباهم قد ظلم أحدا، فلا يلزمهم شيء بمجرد الظن، وانظري الفتوى رقم: 240760.
أما إن تيقنوا أن أباهم قد ظلم أحدا، ولكنهم لا يستطيعون معرفته تحديدا، فإن كانت المظلمة مالية فعليهم أن يخرجوا من تركته مقدار المظلمة، فيتصدقوا به عمن ظلمه، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 21998، 116777.
وإن كانت المظلمة غير مالية فلا يلزمهم شيء. وعموما فينبغي أن يدعوا لأبيهم بالعفو والمغفرة.
والله أعلم.