الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك موسوسة، فننصحك ـ أولا ـ بتجاهل الوساوس والاعراض عنها، فذلك هو العلاج الناجع لها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
واعلمي أن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فإذا تطهرت فإنه لا ينتقض وضوؤك إلا بناقض محقق لا تشكين في حصوله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه مسلم.
فإذ تيقنت خروج شيء ـ وليس مجرد شك ـ فتنظرين في ذلك الخارج، فإن كان مذيا تطهرينه، وإن كان شيئا من رطوبات فرج، فلا يلزم تطهيرها، لكونها طاهرة، وإنما يلزمك الوضوء منها عند إرادة الصلاة، وقد بينا في الفتوى رقم: 110928، أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل نوع منها، وفي الفتوى رقم: 147085، طريقة التمييز بين المذي ورطوبات الفرج، وفي الفتوى رقم: 262804، كيفية نضح المذي، وأنها تحصل بمرة واحدة.
ونضيف هنا أن الشهوة الموجبة لخروج المذي هي: التي تحصل عادة عند الفكرة في الجماع، ونحوه، أما مجرد التفكر في رجل ما أو سماع صوته في التلفزيون أو نحو ذلك: فهذا ليس هو التفكير الذي تحصل منه الشهوة في العادة، كما أن الفكرة العابرة في الجماع لا يترتب عليها خروج المذي في العادة، وعلى كل حال، فإنه لا يجب عليك التفتيش، ولا البحث هل خرج شيء أو لا؟ فإن الأصل عدم خروج شيء كما تقدم، فإذا شككت في خروجه، فلا تلتفتي إلى الشك، وإذا رأيت ما تشكين هل هو مذي أو هو من رطوبات الفرج، فإنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت، وانظري الفتوى رقم: 158767.
ومما تقدم تعلمين أنك لا تأثمين بعدم الاكتراث لتلك الهواجس والوساوس، بل هذا هو حكمك الشرعي، فينبغي أن تعملي به حتى يعافيك الله تعالى.
والله أعلم.