الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن القيام بالنصيحة من المسلم لأخيه المسلم أمر واجب فقد روى
مسلم في صحيحه عن
تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الدين نصيحة، ثلاثا. ولا ريب أن الذهاب إلى أماكن المعصية لايجوز إلا بقصد القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , إذ أن الذهاب إلى هذه الأماكن دون قصد الإنكار يشعر بالرضى والإقرار لتلك المنكرات , وقد يترتب على ذلك عموم العذاب لكل من وجد بذلك المكان ولوكان صالحا, روى
أبو داود عن
ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر, وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه. وهو حديث صحيح، ورواه
الترمذي أيضا عن
جابر رضي الله عنه.
وروى
البخاري عن
عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم, قالت: قلت: يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم. قال
الحافظ في الفتح:
إنها استشكلت وقوع العذاب على من لا إرادة له في القتال الذي هو سبب العقوبة, فوقع الجواب بأن العذاب يقع
عاما لحضور آجالهم، ويبعثون بعد ذلك على نياتهم. فنصيحتنا لهذا لأخ أن يجتنب مثل هذه الأماكن ليسلم له دينه, ويأمن الفتن
وكذا أن يحذر السفر إلى بلاد الكفر إلا لضرورة ووفق الضوابط الشرعية، لما يترتب على ذلك من الفتنة في الدين، وقد سبق ذلك في الفتوى رقم:
5045.
وعليك أنت أن تطلعيه على هذه الفتوى سينتفع بها إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.