الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الثبات على دين الله، والاستقامة على شرعه، والراحة والطمأنينة عند فعل الخيرات، والاستزادة منها وقتا بعد وقت، وحب الطاعات، وبغض المعاصي، كل ذلك من علامات سير العبد إلى الأمام على الصراط المستقيم.
وأما ما روي عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلاً سألها، فقال: متى أعلم أني محسن؟ قالت: إذا علمت أنك مسيء، قال: ومتى أعلم أني مسيء؟ قالت: إذا علمت أنك محسن ـ فالمقصود من هذا الأثر ـ والله أعلم ـ التحذير من إعجاب العبد بعبادته وطاعته، فهو في المعنى كالأثر الذي نقله الذهبي ـ رحمه الله ـ في سير أعلام النبلاء: عن مُطَرِّف بن عَبْدِ اللهِ رحمه الله أنه قال: لأَنْ أَبِيْتَ نَائِماً وَأُصْبِحَ نَادِماً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيْتَ قَائِماً وَأُصْبِحَ مُعْجَباً، قُلْتُ ـ أي الذهبي: لاَ أَفْلَحَ وَاللهِ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ، أَوْ أَعْجَبَتْهُ. انتهى.
وكذلك هو في معنى ما نقله الذهبي في السير أيضا عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ: كَفَى بِالمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللهَ تَعَالَى، وَكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ. انتهى.
والله أعلم.