الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلك الشكر أيضا على إعجابك بموقعنا، وحرصك على الاستفادة منه، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، وأن يجعلك هاديا مهديا، وينفع بك الإسلام والمسلمين.
والدراسة في الجامعات المختلطة، أمر خطير، وذريعة إلى الشر والفتنة، ولا سيما في الجامعات الموجودة في بلاد الكفر، حيث الانحلال، والمغريات. فتحرم الدراسة في مثل هذه الجامعات لغير ضرورة، أو حاجة شديدة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 5310، ومن تحققت فيه شروط جواز هذه الدراسة، فعليه بالتحفظ، والاعتزال، وغض البصر، وحفظ الفرج، وعدم القرب من النساء قدر المستطاع، وأن يختار رفقة صالحة تعينه على غض البصر، وحفظ الفرج، وإن أمكنه الزواج، فهو أمر حسن، وإلا فليستعن بالصوم، وانظر الفتوى رقم: 18578. وإن دار الأمر بين حفظ الدين، وترك الدراسة، أو الإقامة في بلاد الكفر، فمصلحة حفظ الدين مقدمة على كل مصلحة. ونرجو مطالعة الفتوى رقم: 144781.
وفي بعض العبارات التي أوردتها غموض، وما ذكرت من أمر التقدم لمن يشعر بميل تجاهها، قد يكون مقصودا به الزواج ممن أحب؛ لأن هذا ما جاءت السنة بالحث عليه، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجة.
ولا سبيل للرجل إلى المرأة إلا بالزواج الشرعي، فإن لم يعقد له عليها فهي أجنبية عنه، يتعامل معها على هذا الأساس، فلا يختلط بها، أو يخلو بها، أو يتحدث معها إلا لحاجة، ووفقا للضوابط الشرعية، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 43414.
والله أعلم.