الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تكن زوجتك قد اشترطت عليك قبل العقد أن تقيم مع أهلها، أو أن تسمح لها بالعمل، فإنها بهذا التصرف ناشز، فإن المرأة ملزمة شرعا أن تقيم حيث يقيم زوجها، وأن لا تخرج للعمل بدون إذنه، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 36974، والفتوى رقم: 79665، ولمعرفة كيفية علاج نشوز الزوجة راجع الفتوى رقم: 1103، ومن السوء ما ذكرت من أن أهلها يحرضونها على عدم العودة للإقامة مع زوجها، فإن لم يكن لهم في ذلك عذر شرعي ففي هذا التصرف إفساد لها على زوجها، وهو من المنكرات العظيمة، وانظر فيه الفتوى رقم: 9026.
وقد أحسنت بصبرك عليها، فلا شك في أن الطلاق مفاسده كبيرة في الغالب، ومصلحته مرجوحة، فاجتهد في سبيل الإصلاح، وعليك بالاستعانة بالله أولا والتضرع إليه، فالدعاء من أفضل ما يحقق به المسلم ما يبتغيه، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، ثم استعن بالعقلاء من أهلك وأهلها إذا اقتضى الأمر ذلك، ولا تلجأ إلى الطلاق إلا إذا ترجحت مصلحته.
نسأل الله تعالى أن يفرج همك، وينفس كربك، ويصلح زوجك، ويجمع شمل أسرتك، ويقر بابنك عينك، واحرص على ترداد الأذكار المضمنة في الفتوى رقم: 70670، فبذكر الله تطمئن القلوب، وتفرج بإذن الله الكروب.
والله أعلم.